سورة مريم - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}
فيه خمس مسائل الأولى: قوله تعالى: {فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} التزمت مريم عليها السلام ما أمرت به من ترك الكلام، ولم يرد في هذه الآية أنها نطقت ب {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً} وإنما ورد بأنها أشارت، فيقوى بهذا قول من قال: إن أمرها بـ {قولي} إنما أريد به الإشارة. ويروى أنهم لما أشارت إلى الطفل قالوا: استخفافها بنا أشد علينا من زناها، ثم قالوا لها على جهة التقرير {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} و{كانَ} هنا ليس يراد بها الماضي، لان كل واحد قد كان في المهد صبيا، وإنما هي في معنى هو الآن.
وقال أبو عبيدة: {كانَ} هنا لغو، كما قال:
وجيران لنا كانوا كرام***
وقيل: هي بمعنى الوجود والحدوث كقوله: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ 280} وقد تقدم.
وقال ابن الأنباري: لا يجوز أن يقال زائدة وقد نصبت {صَبِيًّا} ولا أن يقال: {كانَ} بمعنى حدث، لأنه لو كانت بمعنى الحدوث والوقوع لاستغنى فيه عن الخبر، تقول: كان الحر وتكتفي به. والصحيح أن {مَنْ} في معنى الجزاء و{كانَ} بمعنى يكن، والتقدير: من يكن في المهد صبيا فكيف نكلمه؟! كما تقول: كيف أعطي من كان لا يقبل عطية، أي من يكن لا يقبل. والماضي قد يذكر بمعنى المستقبل في الجزاء، كقوله تعالى: {تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ 10} أي إن يشأ يجعل. وتقول: من كان إلى منه إحسان كان إليه مني مثله، أي من يكن منه إلى إحسان يكن إليه مني مثله. و{الْمَهْدِ} قيل: كان سريرا كالمهد. وقيل {الْمَهْدِ} هاهنا حجر الام.
وقيل: المعنى كيف نكلم من كان سبيله أن ينوم في المهد لصغره، فلما سمع عيسى عليه السلام كلامهم قال لهم من مرقده: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ 30} وهي: الثانية: فقيل: كان عيسى عليه السلام يرضع فلما سمع كلامهم ترك الرضاعة وأقبل عليهم بوجهه، واتكأ على يساره، وأشار إليهم بسبابته اليمنى، و{قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ 30} فكان أول ما نطق به الاعتراف بعبوديته لله تعالى وبربوبيته، ردا على من غلا من بعده في شأنه. والكتاب الإنجيل، قيل: آتاه في تلك الحالة الكتاب، وفهمه وعلمه، وآتاه النبوة كما علم آدم الأسماء كلها، وكان يصوم ويصلي. وهذا في غاية الضعف على ما نبينه في المسألة بعد هذا.
وقيل: أي حكم لي بإيتاء الكتاب والنبوة في الأزل، وإن لم يكن الكتاب منزلا في الحال، وهذا أصح. {وَجَعَلَنِي مُبارَكاً} أي ذا بركات ومنافع في الدين والدعاء إليه ومعلما له. التستري: وجعلني آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأرشد الضال، وأنصر المظلوم، وأغيث الملهوف. {وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ} أي لاؤديهما إذا أدركني التكليف، وأمكنني أداؤهما، على القول الأخير الصحيح. {ما دُمْتُ حَيًّا} ما في موضع نصب على الظرف أي دوام حياتي. قوله تعالى: {وَبَرًّا بِوالِدَتِي} قال ابن عباس: لما قال: {وَبَرًّا بِوالِدَتِي} ولم يقل بوالدي علم أنه شيء من جهة الله تعالى. {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً} أي متعظما متكبرا يقتل ويضرب على الغضب.
وقيل: الجبار الذي لا يرى لاحد عليه حقا قط. {شَقِيًّا} أي خائبا من الخير. ابن عباس: عاقا.
وقيل: عاصيا لربه وقيل: لم يجعلني تاركا لأمره فأشقى كما شقي إبليس لما ترك أمره.
الثالثة: قال مالك بن أنس رحمه الله تعالى في هذه الآية: ما أشدها على أهل القدر! أخبر عيسى عليه السلام بما قضي من أمره، وبما هو كائن إلى أن يموت. وقد روي في قصص هذه الآية عن ابن زيد وغيره أنهم لما سمعوا كلام عيسى أذعنوا وقالوا: إن هذا لأمر عظيم. وروي أن عيسى عليه السلام إنما تكلم في طفولته بهذه الآية، ثم عاد إلى حالة الأطفال، حتى مشى على عادة البشر إلى أن بلغ مبلغ الصبيان فكان نطقه إظهار براءة أمه لا أنه كان ممن يعقل في تلك الحالة، وهو كما ينطق الله تعالى الجوارح يوم القيامة. ولم ينقل أنه دام نطقه، ولا أنه كان يصلي وهو ابن يوم أو شهر، ولو كان يدوم نطقه وتسبيحه ووعظه وصلاته في صغره من وقت الولاد لكان مثله مما لا ينكتم، وهذا كله مما يدل على فساد القول الأول، ويصرح بجهالة قائله. ويدل أيضا على أنه تكلم في المهد خلافا لليهود والنصارى. والدليل على ذلك إجماع الفرق على أنها لم تحد. وإنما صح براءتها من الزنى بكلامه في المهد. ودلت هذه الآية على أن الصلاة والزكاة وبر الوالدين كان واجبا على الأمم السالفة، والقرون الخالية الماضية، فهو مما يثبت حكمه ولم ينسخ في شريعة أمره. وكان عيسى عليه السلام في غاية التواضع، يأكل الشجر، ويلبس الشعر، ويجلس على التراب، ويأوي حيث جنه الليل، لا مسكن له، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الرابعة: الإشارة بمنزلة الكلام وتفهم ما يفهم القول. كيف لا وقد أخبر الله تعالى عن مريم فقال: {فَأَشارَتْ إِلَيْهِ} وفهم منها القوم مقصودها وغرضها فقالوا: {كَيْفَ نُكَلِّمُ} وقد مضى هذا في آل عمران مستوفى.
الخامسة: قال الكوفيون: لا يصح قذف الأخرس ولا لعانه.
وروى مثله عن الشعبي، وبه قال الأوزاعي وأحمد وإسحاق، وإنما يصح القذف عندهم بصريح الزنى دون معناه، وهذا لا يصح من الأخرس ضرورة، فلم يكن قاذفا، ولا يتميز بالإشارة بالزنى من الوطي الحلال والشبهة. قالوا: واللعان عندنا شهادات، وشهادة الأخرس لا تقبل بالإجماع. قال ابن القصار: قولهم إن القذف لا يصح إلا بالتصريح فهو باطل بسائر الألسنة ما عدا العربية، فكذلك إشارة الأخرس. وما ذكروه من الإجماع في شهادة الأخرس فغلط. وقد نص مالك أن شهادته مقبولة إذا فهمت إشارته، وأنها تقوم مقام اللفظ بالشهادة، وأما مع القدرة باللفظ فلا تقع منه إلا باللفظ. قال ابن المنذر: والمخالفون يلزمون الأخرس الطلاق والبيوع وسائر الأحكام، فينبغي أن يكون القذف مثل ذلك. قال المهلب: وقد تكون الإشارة في كثير من أبواب الفقه أقوى من الكلام مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «بعثت أنا والساعة كهاتين» نعرف قرب ما بينهما بمقدار زيادة الوسطى على السبابة.
وفي إجماع العقول على أن العيان أقوى من الخبر دليل على أن الإشارة قد تكون في بعض المواضع أقوى من الكلام. {وَالسَّلامُ عَلَيَّ} أي السلامة علي من الله تعالى. قال الزجاج: ذكر السلام قبل هذا بغير ألف ولام فحسن في الثانية ذكر الالف واللام. وقوله: {يَوْمَ وُلِدْتُ} يعني في الدنيا.
وقيل: من همز الشيطان كما تقدم في آل عمران. {وَيَوْمَ أَمُوتُ} يعني في القبر {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} يعني في الآخرة. لان له أحوالا ثلاثة: في الدنيا حيا، وفي القبر ميتا، وفي الآخرة مبعوثا، فسلم في أحواله كلها وهو معنى قول الكلبي. ثم انقطع كلامه في المهد حتى بلغ مبلغ الغلمان.
وقال قتادة: ذكر لنا أن عيسى عليه السلام رأته امرأة يحيى الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص في سائر آياته فقالت: طوبى للبطن الذي حملك، والثدي الذي أرضعك، فقال لها عيسى عليه السلام: طوبى لمن تلا كتاب الله تعالى واتبع ما فيه وعمل به.


{ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (40)}
قوله تعالى: {ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} أي ذلك الذي ذكرناه عيسى بن مريم فكذلك اعتقدوه، لا كما تقول اليهود إنه لغير رشدة، وأنه ابن يوسف النجار، ولا كما قالت النصارى: إنه الاله أو ابن الاله. {قَوْلَ الْحَقِّ} قال الكسائي: {قَوْلَ الْحَقِّ} نعت لعيسى أي ذلك عيسى ابن مريم قول الحق. وسمي قول الحق كما سمي كلمة الله، والحق هو الله عز وجل.
وقال أبو حاتم: المعنى هو قول الحق.
وقيل: التقدير هذا الكلام قول الحق. قال ابن عباس: يريد هذا كلام عيسى ابن مريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قول الحق ليس بباطل، وأضيف القول إلى الحق كما قال: {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف: 16] أي الوعد والصدق. وقال: {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ 10} [الأنعام: 32] أي ولا الدار الآخرة. وقرأ عاصم وعبد الله بن عامر {قَوْلَ الْحَقِّ} بالنصب على الحال، أي أقول قولا حقا. والعامل معنى الإشارة في {ذلِكَ}. الزجاج: هو مصدر أي أقول قول الحق لان ما قبله يدل عليه.
وقيل: مدح.
وقيل: إغراء. وقرأ عبد الله: {قال الحق}. وقرأ الحسن: {قول الحق} بضم القاف، وكذلك في الأنعام {قَوْلَ الْحَقِّ}. والقول والقال والقول بمعنى واحد، كالرهب والرهب والرهب. {الَّذِي} من نعت عيسى. {فِيهِ يَمْتَرُونَ} أي يشكون، أي ذلك عيسى بن مريم الذي فيه يمترون القول الحق.
وقيل: {يَمْتَرُونَ} يختلفون. ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} قال: اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر، أخرج كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع، فقال أحدهم: هو الله هبط إلى الأرض فأحيا من أحيا وأمات من أمات، ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية. فقالت الثلاثة: كذبت. ثم قال اثنان منهم للثالث: قل فيه، قال: هو ابن الله وهم النسطورية، فقال الاثنان كذبت، ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه، فقال: هو ثالث ثلاثة، الله إله وهو إله، وأمه إله، وهم الإسرائيلية ملوك النصارى. قال الرابع: كذبت بل هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته وهم المسلمون، فكان لكل رجل منهم أتباع- على ما قال- فاقتتلوا فظهر على المسلمين، فذلك قول الله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: 21].
وقال قتادة: وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} اختلفوا فيه فصاروا أحزابا فهذا معنى قوله: {الذي فيه تمترون} بالتاء المعجمة من فوق وهي قراءة أبي عبد الرحمن السلمي وغيره. قال ابن عباس: فمر بمريم ابن عمها ومعها ابنها إلى مصر فكانوا فيها اثنتي عشرة سنة حتى مات الملك الذي كانوا يخافونه، ذكره الماوردي. قلت: ووقع في تاريخ مصر فيما رأيت وجاء في الإنجيل الظاهر أن السيد المسيح لما ولد في بيت لحم كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا وأن الله تعالى أوحى إلى يوسف النجار في الحلم وقال له: قم فخذ الصبي وأمه واذهب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، فإن هيرودس مزمع أن يطلب عيسى ليهلكه فقام من نومه: وامتثل أمر ربه واخذ السيد المسيح ومريم أمه وجاء إلى مصر، وفي حال مجيئه إلى مصر نزل ببئر البلسان التي بظاهر القاهرة، وغسلت ثيابه على ذلك البئر فالبلسان لا يطلع ولا ينبت إلا في تلك الأرض، ومنه يخرج الدهن الذي يخالط الزيت الذي تعمد به النصارى ولذلك كانت قارورة واحدة في أيام المصريين لها مقدار عظيم، وتقع في نفوس ملوك النصارى مثل ملك القسطنطينية وملك صقلية وملك الحبشة وملك النوبة وملك الفرنجة وغيرهم من الملوك عند ما يهاديهم به ملوك مصر موقعا جليلا جدا وتكون أحب إليهم من كل هدية لها قدر.
وفي تلك السفرة وصل السيد المسيح إلى مدينة الأشمونين وقسقام المعروفة الآن بالمحرقة فلذلك يعظمها النصارى إلى ألان، ويحضرون إليها في عيد الفصح من كل مكان، لأنها نهاية ما وصل إليها من أرض مصر، ومنها عاد إلى الشام. والله أعلم. قوله تعالى: {ما كانَ لِلَّهِ} أي ما ينبغي له ولا يجوز: {أن يتخذ من ولد} {مِنْ} صلة للكلام، أي أن يتخذ ولدا. و{أَنْ} في موضع رفع اسم {كانَ} أي ما كان لله أن يتخذ ولدا، أي ما كان من صفته اتخاذ الولد، ثم نزه نفسه تعالى عن مقالتهم فقال: {سُبْحانَهُ} أن يكون له ولد. {إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} تقدم في {البقرة} مستوفى. {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} قرأ أهل المدينة وابن كثير وأبو عمرو: بفتح أن واهل الكوفة {وإن} بكسر الهمزة على أنه مستأنف. تدل عليه قراءة أبي {كن فيكون. إن الله} بغير واو على العطف على {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ 30}.
وفي الفتح أقوال: فمذهب الخليل وسيبويه أن المعنى، ولان الله ربي وربكم، وكذا {وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ} ف {أن} في موضع نصب عندهما. وأجاز الفراء أن يكون في موضع خفض على حذف اللام، وأجاز أن يكون أيضا في موضع خفض بمعنى وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبأن الله ربي وربكم، وأجاز الكسائي أن يكون في موضع رفع بمعنى، والامر أن الله ربي وربكم. وفيها قول خامس: حكى أبو عبيد أن أبا عمرو بن العلاء قاله، وهو أن يكون المعنى: وقضى أن الله ربي وربكم، فهي معطوفة على قوله: {أَمْراً} من قوله: {إِذا قَضى أَمْراً} والمعنى إذا قضى أمرا وقضى أن الله. ولا يبتدأ بـ {أن} على هذا التقدير، ولا على التقدير الثالث. ويجوز الابتداء بها على الأوجه الباقية. {فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي دين قويم لا اعوجاج فيه. قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} {مِنْ} زائدة أي اختلف الأحزاب بينهم.
وقال قتادة: أي ما بينهم فاختلفت الفرق من أهل الكتاب في أمر عيسى عليه السلام. فاليهود بالقدح والسحر. والنصارى قالت النسطورية منهم: هو ابن الله. والملكانية ثالث ثلاثة. وقالت اليعقوبية: هو الله، فأفرطت النصارى وغلت، وفرطت اليهود وقصرت. وقد تقدم هذا في النساء.
وقال ابن عباس: المراد من بالأحزاب الذين تحزبوا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكذبوه من المشركين. {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} أي من شهود يوم القيامة، والمشهد بمعنى المصدر، والشهود الحضور. ويجوز أن يكون الحضور لهم، ويضاف إلى الظرف لوقوعه فيه، كما يقال: ويل لفلان من قتال يوم كذا، أي من حضوره ذلك اليوم.
وقيل: المشهد بمعنى الموضع الذي يشهده الخلائق، كالمحشر للموضع الذي يحشر إليه الخلق.
وقيل: فويل للذين كفروا من حضورهم المشهد العظيم الذي اجتمعوا فيه للتشاور، فأجمعوا على الكفر بالله، وقولهم: إن الله ثالث ثلاثة. قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا} قال أبو العباس: العرب تقول هذا في موضع التعجب، فتقول: أسمع بزيد وأبصر بزيد أي ما أسمعه وأبصره. قال: فمعناه أنه عجب نبيه منهم. قال الكلبي: لا أحد أسمع يوم القيامة ولا أبصر، حين يقول الله تبارك وتعالى لعيسى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [المائدة: 1161].
وقيل: {أَسْمِعْ}
بمعنى الطاعة، أي ما أطوعهم لله في ذلك اليوم. و{لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ} يعني في الدنيا. {فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} وأى ضلال أبين من أن يعتقد المرء في شخص مثله حملته الأرحام، واكل وشرب، وأحدث واحتاج أنه إله؟! ومن هذا وصفه أصم أعمى ولكنه سيبصر ويسمع في الآخرة إذا رأى العذب، ولكنه لا ينفعه ذلك، قال معناه قتادة وغيره. قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ما من أحد يدخل النار إلا وله بيت في الجنة فيتحسر عليه.
وقيل: تقع الحسرة إذا أعطي كتابه بشماله. {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} أي فرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا دخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يأهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت- قال- ثم يقال يأهل النار هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت- قال- فيؤمر به فيذبح ثم يقال يأهل الجنة خلود فلا موت ويأهل النار خلود فلا موت» ثم قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} خرجه البخاري بمعناه عن ابن عمر، وابن ماجه من حديث أبي هريرة والترمذي عن أبي سعيد يرفعه وقال فيه حديث حسن صحيح. وقد ذكرنا ذلك في كتاب التذكرة وبينا هناك أن الكفار مخلدون بهذه الأحاديث والآي ردا على من قال: إن صفة الغضب تنقطع، وإن إبليس ومن تبعه من الكفرة كفرعون وهامان وقارون وأشباههم يدخلون الجنة. قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها} 40 أي نميت سكانها فنرثها. {وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ} 40 يوم القيامة فنجازي كلا بعمله، وقد تقدم هذا في الحجر وغيرها.


{وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (41) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (43) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (44) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (45) قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)}
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا} المعنى: واذكر في الكتاب الذي أنزل عليك وهو القرآن قصة إبراهيم وخبره. وقد تقدم معنى الصديق في النساء واشتقاق الصدق في البقرة فلا معنى للإعادة. ومعنى الآية: اقرأ عليهم يا محمد في القرآن أمر إبراهيم فقد عرفوا أنهم من ولده، فإنه كان حنيفا مسلما وما كان يتخذ الأنداد، فهؤلاء لم يتخذون الأنداد؟! وهو كما قال: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ 130} [البقرة: 130]. قوله تعالى: {إِذْ قالَ لِأَبِيهِ}وهو آزر وقد تقدم.
{يا أَبَتِ} قد تقدم القول فيه في يوسف {لِمَ تَعْبُدُ}أي لاي شيء تعبد: {ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً}
يريد الأصنام. {يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ} أي من اليقين والمعرفة بالله وما يكون بعد الموت، وأن من عبد غير الله عذب إلى ما أدعوك إليه. {أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا} أي أرشدك إلى دين مستقيم فيه النجاة. {يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ} أي لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر، ومن أطاع شيئا في معصية فقد عبده. {إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا} {كانَ} صلة زائدة وقيل: كان بمعنى صار. وقيل بمعنى الحال أي هو للرحمن. وعصيا وعاص بمعنى واحد قاله الكسائي. {يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ} أي إن مت على ما أنت عليه. ويكون {أَخافُ} بمعنى أعلم. ويجوز أن يكون {أَخافُ} على بابها فيكون المعنى: إني أخاف أن تموت على كفرك فيمسك العذاب. {فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا} أي قرينا في النار. {قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ} أي أترغب عنها إلى غيرها. {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ} قال الحسن: يعني بالحجارة. الضحاك: بالقول، أي لأشتمنك. ابن عباس: لأضربنك.
وقيل: لأظهرن أمرك. {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}. قال ابن عباس: أي اعتزلني سالم العرض لا يصيبنك منى معرة، واختاره الطبري، فقوله: {مَلِيًّا} على هذا حال من إبراهيم.
وقال الحسن ومجاهد: {مَلِيًّا} دهرا طويلا، ومنه قول المهلهل:
فتصدعت صم الجبال لموته *** وبكت عليه المرملات مليا
قال الكسائي: يقال هجرته مليا وملوة وملوة وملاوة وملاوة، فهو على هذا القول ظرف، وهو بمعنى الملاوة من الزمان، وهو الطويل منه. قوله تعالى: {قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ} لم يعارضه إبراهيم عليه السلام بسوء الرد، لأنه لم يؤمر بقتاله على كفره. والجمهور على أن المراد بسلامه المسالمة التي هي المتاركة لا التحية، قال الطبري: معناه أمنة مني لك. وعلى هذا لا يبدأ الكافر بالسلام.
وقال النقاش: حليم خاطب سفيها، كما قال: {وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً} [الفرقان: 63].
وقال بعضهم في معنى تسليمه: هو تحية مفارق، وجوز تحية الكافر وأن يبدأ بها. قيل لابن عيينة: هل يجوز السلام على الكافر؟ قال: نعم، قال الله تعالى:
{لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 60: 8} [الممتحنة: 8]. وقال: {قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ 60: 4} [الممتحنة: 4] الآية، وقال إبراهيم لأبيه {سَلامٌ عَلَيْكَ}. قلت: الأظهر من الآية ما قاله سفيان بن عيينة، وفي الباب حديثان صحيحان: روى أبو هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه} خرجه البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين عن أسامة ابن زيد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب حمارا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحرث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي بن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحديث. فالأول يفيد ترك السلام عليهم ابتداء لان ذلك إكرام، والكافر ليس أهله. والحديث الثاني يجوز ذلك. قال الطبري: ولا يعارض ما رواه أسامة بحديث أبي هريرة فإنه ليس في أحدهما خلاف للآخر وذلك أن حديث أبي هريرة مخرجه العموم، وخبر أسامة يبين أن معناه الخصوص.
وقال النخعي: إذا كانت لك حاجة عند يهودي أو نصراني فابدأه بالسلام فبان بهذا أن حديث أبى هريرة: «لا تبدءوهم بالسلام» إذا كان لغير سبب يدعوكم إلى أن تبدءوهم بالسلام، من قضاء ذمام أو حاجة تعرض لكم قبلهم، أو حق صحبة أو جوار أو سفر. قال الطبري: وقد روي عن السلف أنهم كانوا يسلمون على أهل الكتاب. وفعله ابن مسعود بدهقان صحبه في طريقه، قال علقمة: فقلت له يا أبا عبد الرحمن أليس يكره أن يبدءوا بالسلام؟! قال: نعم، ولكن حق الصحبة. وكان أبو أمامة إذا انصرف إلى بيته لا يمر بمسلم ولا نصراني ولا صغير ولا كبير إلا سلم عليه، فقيل له في ذلك فقال: أمرنا أن نفشي السلام. وسيل الأوزاعي عن مسلم مر بكافر فسلم عليه، فقال: إن سلمت فقد سلم الصالحون قبلك، وإن تركت فقد ترك الصالحون قبلك. وروي عن الحسن البصري أنه قال: إذا مررت بمجلس فيه مسلمون وكفار فسلم عليهم.
قلت: وقد احتج أهل المقالة الأولى بأن السلام الذي معناه التحية إنما خص به هذه الامة، لحديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الله تعالى أعطى أمتي ثلاثا لم تعط أحدا قبلهم السلام وهي تحية أهل الجنة» الحديث، ذكره الترمذي الحكيم، وقد مضى في الفاتحة بسنده. وقد مضى الكلام في معنى قوله: {سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي}. وارتفع السلام بالابتداء، وجاز ذلك مع نكرته لأنه نكرة مخصصة فقرنت المعرفة. قوله تعالى: {إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا}: الحفي المبالغ في البر والالطاف، يقال: حفي به وتحفى إذا بره.
وقال الكسائي يقال: حفي بي حفاوة وحفوة.
وقال الفراء: {إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا} أي عالما لطيفا يجيبني إذا دعوته. قوله تعالى: {وَأَعْتَزِلُكُمْ}: العزلة المفارقة وقد تقدم في الكهف بيانها. وقوله: {عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا} قيل: أراد بهذا الدعاء أن يهب الله تعالى له أهلا وولدا يتقوى بهم حتى لا يستوحش بالاعتزال عن قومه. ولهذا قال: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ} أي آنسنا وحشته بولد، عن ابن عباس وغيره.
وقيل: {عيسى} يدل على أن العبد لا يقطع بأنه يبقى على المعرفة أم لا في المستقبل.
وقيل: دعا لأبيه بالهداية. ف {عسى} شك لأنه كان لا يدري هل يستجاب له فيه أم لا؟ والأول أظهر. وقوله: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} 50 أي أثنينا عليهم ثناء حسنا، لان جميع الملل تحسن الثناء عليهم. واللسان يذكر ويؤنث، وقد تقدم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7